كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ دل هذا الخبر على أن السلام من خصوصيات هذه الأمة لكن تقدم في خلق آدم أن اللّه جعله تحية لآدم ولذريته ذكره الحافظ ابن حجر‏.‏

- ‏(‏خد ه عن عائشة‏)‏ اقتصر المصنف على رمزه لحسنه وهو تقصير بل هو صحيح فقد صححه جمع منهم مغلطاي فقال في شرح ابن ماجه‏:‏ إسناده صحيح على رسم مسلم ولما عزاه ابن حجر إلى الأدب المفرد قال ابن خزيمة‏:‏ صححه وأقره فعلم أنه صحيح من طريقه‏.‏

‏[‏ص 441‏]‏ 7891 - ‏(‏ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين‏)‏ أي قولكم في الصلاة وعقب الدعاء آمين ‏(‏فأكثروا من قول آمين‏)‏‏.‏

- ‏(‏ه عن ابن عباس‏)‏ قال مغلطاي في شرحه‏:‏ إسناده ضعيف لضعف رواية طلحة بن عمر الحضرمي المكي قال البخاري‏:‏ ليس بشيء وقال أبو داود‏:‏ ضعيف والنسائي‏:‏ ليس بثقة متروك الحديث وابن عدي‏:‏ عامة ما يرويه لا يتابع عليه والجوزجاني‏:‏ غير مرضي وأحمد وابن معين‏:‏ لا شيء وابن حبان‏:‏ لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلا للتعجب اهـ‏.‏ وقال الحافظ العراقي في أماليه‏:‏ حديث ضعيف جداً لكن صح ذلك بزيادة من حديث عائشة بلفظ أنهم لا يحسدوننا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين، قال أعني العراقي‏:‏ هذا حديث صحيح قال‏:‏ وأخرجه ابن ماجه مختصراً عن عائشة بلفظ ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين قال العراقي‏:‏ ورجاله رجال الصحيح اهـ‏.‏ وبه يعرف أن المصنف لم يصب في إيثاره الطرق الواهية وضربه صفحاً عن الصحيحة مع اتحاد المخرج‏.‏

7892 - ‏(‏ما حسن اللّه خلق رجل‏)‏ بفتح الخاء وسكون اللام وفي رواية ما حسن اللّه خلق عبد ‏(‏ولا خلقه‏)‏ بضمهما ‏(‏فتطعمه‏)‏ وفي رواية فأطعم لحمه ‏(‏النار‏)‏ قال الطيبي‏:‏ استعار الطعم للإحراق مبالغة كأن الإنسان طعامها تتغذى به وتتقوى به نحو قوله تعالى ‏{‏وقودها الناس والحجارة‏}‏ أي الناس كالوقود والحطب الذي سيشتعل به النار ‏(‏أبداً‏)‏ ظرف وضعه للمستقبل ويستعمل للماضي مجازاً وفيه مبالغة وهذا الحديث ورد من عدة طرق ففي بعضها ما حسن اللّه خلق عبد وخلقه وأطعم لحمه النار رواه ابن عدي عن ابن عمر وفي بعضها ما حسن اللّه وجه امرء مسلم فيريد عذابه رواه الشيرازي في الألقاب عن عائشة وفي بعضها ما حسن اللّه خلق عبد وخلقه إلا استحيا أن تطعم النار لحمه ورواه الخطيب عن الحسن بن علي وطرقه كلها مضعفة لكن تقوى بتعددها وتكثرها‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا ابن عدي والطبراني في مكارم الأخلاق ‏(‏هب‏)‏ كلهم من طريق هشام بن عمار عن عبد اللّه بن يزيد البكري عن أبي غسان محمد بن مطرف المسمعي عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة وضعفه المنذري وقال الهيثمي‏:‏ فيه يزيد البكري وهو ضعيف وداود بن فراهيج نقل الذهبي في الميزان عن قوم تضعيفه وقال ابن عدي‏:‏ لا أرى بمقدار ما يرويه بأساً وله حديث فيه نكرة ثم ساق له هذا الخبر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المؤلف بأن له طريقاً آخر قال السلفي‏:‏ قرأت على أبي الفتح الفزنوي وهو متكئ قال‏:‏ قرأت على علي بن محمد وهو متكئ قرأت على حمزة بن يوسف وهو متكئ قرأت على أبي الحسن ابن الحجاج الطبراني وهو متكئ قرأت على أبي العلاء الكوفي وهو متكئ قرأت على عاصم بن علي وهو متكئ قرأت على الليث بن سعد وهو متكئ قرأت على بكر بن الفرات وهو متكئ قرأت على أنس بن مالك وهو متكئ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ما حسن اللّه خلق رجل ولا خلقه فنطعمه النار، حديث غريب التسلسل ورجاله ثقات‏.‏

7893 - ‏(‏ما‏)‏ أي ليس ‏(‏حق امرء‏)‏ رجل ‏(‏مسلم‏)‏ أي ليس الحزم والاحتياط لشخص أو ما المعروف في الأخلاق الحسنة إلا ما يأتي، والمسلم غالبي فلذمي كذلك ‏(‏له شيء‏)‏ أي من مال أو دين أو حق أو أمانة وعند البيهقي له مال بدل شيء حال كونه ‏(‏يريد أن يوصى فيه يبيت‏)‏ أي أن يبيت على حد ‏{‏ومن آياته يريكم البرق‏}‏ وما نافية بمعنى ليس ‏[‏ص 442‏]‏ وحق اسمها ويوصي فيه صفة لشيء والجملة صفة ثانية لامرئ ويبت ليلتين صفة ثالثة والمستثنى خبر ومفعول ببيت محذوف تقديره يبيت ذاكراً أو نحوه ‏(‏ليلتين‏)‏ يعني لا ينبغي أن يمضي عليه زمن وإن قل، قال الطيبي‏:‏ فذكر الليلتين تسامح، الأصل يمضي عليه ليلة يعني سامحناه في هذا القدر فلا يتجاوزه للأكثر، وهل الليلة من لدن وجب الحق أو من إرادة الوصية‏؟‏ احتمالان ‏(‏إلا ووصيته‏)‏ الواو للحال ‏(‏مكتوبة عنده‏)‏ مشهود بها إذ الغالب في كتابتها الشهود ولأن أكثر الناس لا يحسن الكتابة فلا دلالة فيه على اعتماد الخط وعلتها على الإرادة إشارة إلى أن الأمر للندب، نعم تجب على من عليه حق للّه أو لآدمي بلا شهود إذ قد يفجأه الموت وهو على غير وصية‏.‏

تنبيه‏:‏ ما تقرر من أن يبيت على حذف أن كقوله ‏{‏ومن آياته يريكم البرق‏}‏ هو ما جرى عليه في المصابيح وتبعه في الفتح حيث قال‏:‏ أن يبيت ارتفع بعد حذف أن كقوله ‏{‏ومن آياته يريكم البرق‏}‏ لكن تعقبه العيني بأنه قياس فاسد يغير المعنى لأنه إنما قدر في أن ‏{‏يريكم البرق‏}‏ لأنه في محل الإبتداء لأن قوله من آياته في موضع الخبر والفعل لا يقع مبتدأ فتقدر أن فيه ليكون معنى المصدر‏.‏

- ‏(‏مالك حم ق 4‏)‏ في الوصية ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

7894 - ‏(‏ما حلف بالطلاق مؤمن‏)‏ أي كامل الإيمان ‏(‏ولا استحلف به إلا منافق‏)‏ أي مظهر خلاف ما يكتم‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال ابن عدي‏:‏ منكر جداً وأقره عليه في الأصل، وأما خبر الطلاق يمين الفساق فوقع في كتب بعض المالكية وغيرهم، قال السخاوي‏:‏ ولم أجده‏.‏

7895 - ‏(‏ما خاب من استخار‏)‏ اللّه تعالى، والاستخارة طلب الخيرة في الأمور منه تعالى وحقيقتها تفويض الاختيار إليه سبحانه فإنه الأعلم بخيرها للعبد والقادر على ما هو خير لمستخيره إذا دعاه أن يخير له فلا يخيب أمله والخائب من لم يظفر بمطلوبه، وكان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كثيراً ما يقول خر لي واختر لي‏.‏ قال ابن أبي جمرة‏:‏ وهذا الحديث عام أريد به الخصوص فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما فانحصر الأمر في المباح أو في المستحب إذا تعارض فيه أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه اهـ‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ وتدخل الاستخارة فيما عدا ذلك في الواجب والمستحب المخير وفيما كان منه موسعاً وشمل العموم العظيم والحقير فرب حقير يترتب عليه أمر عظيم ‏(‏ولا ندم من استشار‏)‏ أي أدار الكلام مع من له تبصرة ونصيحة، قال الحرالي‏:‏ والمشورة أن يستخلص من حلاوة الرأي وخالصه من خبايا الصدور كما يشور العسل جانيه وفي بعض الآثار نقحوا عقولكم بالمذاكرة واستعينوا على أموركم بالمشاورة وقال الحكماء‏:‏ من كمال عقلك استظهارك على عقلك وقالوا‏:‏ إذا أشكلت عليك الأمور وتغير لك الجمهور فارجع إلى رأي العقلاء وافزع إلى استشارة الفضلاء ولا تأنف من الاسترشاد ولا تستنكف من الاستمداد وقال بعض العارفين‏:‏ الاستشارة بمنزلة تنبيه النائم أو الغافل فإنه يكون جازماً بشيء يعتقد أنه صواب وهو بخلافه، وقال بعضهم‏:‏

إذا عز أمر فاستشر فيه صاحباً * وإن كنت ذا رأي تشير على الصحب

فإني رأيت العين تجهل نفسها * وتدرك ما قد حل في موضع الشهب

وقال الأرجاني‏:‏

شاور سواك إذا نابتك نائبة * يوماً وإن كنت من أهل المشورات

فالعين تلقى كفاحاً من نأى ودنى * ولا ترى نفسها إلا بمرآة